واقع المعلمين
بين اللغو والتطبيل
بقلم ابراهيم نشات منسق عام ائتلاف تمرد معلمي مصر
لا احد يستطيع ان ينكر ان منظومة اصلاح التعليم في اي مكان تتكون من اربعة محاور رئيسية المعلم والطالب والمنهج والبيئة التعليمية وبالنسبة للمعلم المصري فأن وزارة التربية والتعليم اعتمدت مجموعة من الدورات والكورسات وورش العمل المكثفة ومجموعة من الشراكات مع الدول والمؤسسات المتقدمة في التعليم وكل ذلك للارتقاء بمستوى المعلم المصري وجعلة مواكبا لكل التطورات التي تحدث على مستوى العالم في طرق التدريس الحديثة هذا جانب ويتبقى الجانب الاخر والاكثر اهمية لدى جميع معلمين مصر ومطلبهم الرئيسي وهو اصلاح احوالهم الوظيفية بزيادة المرتبات حتى يكونوا قادرين على العيش حياة كريمة تليق بمكانة المعلم ورسالتة ومن المؤكد ان الوزارة تعمل بكل قوتها لتوفير حلول من خارج الصندوق وعدم تحميل موازنة الدولة اعباء اضافية وان الوزارة على تواصل دائم مع المعلمين من خلال دكتور محمد عمر نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين والذين ينتظرون الفترة القادمة صدور قرارات مهمة تساعد على انهاء مشاكلهم الادارية تماما التي تتمثل في ضم المدة وتغيير المسمى الوظيفي والنقل بين المحافظات .
بالنسبة لطالب فكل التطوير والتغيير في المنظومة التعليمية الهدف منه هو الارتقاء بمستوى الطالب المصري وخروج جيل متفتح واعي قادر على البناء والتغيير وخير دليل على ذلك ان منظومة الاصلاح بدأت بمرحلة التعليم الاساسي مرورا بباقي المراحل الاخرى .
اما المناهج فهي كانت المشكلة الكبرى لانها كلها اصبحت لا تتواكب مع العصر الحالي والتطور والتقدم التكنولوجي على مستوى العالم لذلك دكتور طارق شوقي وزير التعليم عهد الى مجموعة من المتخصصين في التربية وكافة العلوم بالاضافة الى المؤسسات الدولية والعالمية لاعداد مجموعة من المناهج لمختلف المراحل التعليمية والتعليم الفني الذي هو قاطرة الصناعة في مصر واشاد بهذا جميع الخبراء على مستوى العالم والبنك الدولي واعداد مجموعة متميزة من المعلمين قادرة على تدريس هذة المناهج .
واخيرا المحوار الرابع الابنية التعليمية والتي تحتاج الى مجهود كبير فمصر في حاجة الى انشاء الى مزيد من المدارس التي تدرس المراحل المختلفة بالاضافة الى انشاء مدارس التعليم الفني التي تختص بالتكنولوجيا التطبيقية وان هذة المدارس يجب ان تتوافر فيها جميع الاساسيات الضرورية لانجاح العملية التعليمية من شبكة الانترنت والمرافق والديسكات واجهزة الكمبيوتر وشاشات العرض فليس من المعقول ان يتم هذا التطوير كله وسط بنية تعليمية متهالكة .
وهناك مجموعة من النقاط الهامة التي يجب التأكيد عليها ان جميع ماتم انفاقة على تطوير المناهج يخضع لرقابة كافة الاجهزة الرقابية بالدولة والمحاسبية ويتم على اسس مدروسة ويتم نشر كافة هذه البيانات بمنتهى الشفافية .
ويعلم الجميع انه كان لابد من هذ التغيير وان التأخير فيه ادى تقههر مصر على مستوى العالم في مستوى التعليم والتدريس ووصلنا الى ادنى المستويات وليس من المعقول ان كل من يدفاع عن منظومة التعليم الجديدة ان يتهم بالتطبيل والعمالة فالتساؤل هنا التطبيل والعمالة لمصلحة من فالمفترض ان الجميع يريد صالح البلد واصلاح حال التعليم في مصر .
وان هذا التطوير الحاصل لم يحدث بين يوم وليلة ولكن خضع للعديد من الدراسات والابحاث ومنذ رئاسة دكتور طارق شوقي لمجالس القومية المتخصصة بالتعليم ومن المعروف لجميع ان دكتور طارق تولى رئاسة وزارة التعليم بناءا على ترشيح من الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يوضح مدى الادراك والوعي السياسي الكبير من القيادة السياسية بمصر لأهمية احداث نقلة نوعية وتغيير جذري وكبير في منظومة التعليم في مصر وضخ الدماء الشابة في منظومة التعليم والمتابعة المستمرة من رئاسة مجلس الوزراء لكل التطورات التي تحدث في منظومة التعليم فالتغيير الحاصل هو نفس النقلة النوعية التي احدثها من قبل محمد علي ونقل التعليم في مصر من مرحلة بدائية الى مرحلة متطورة وارسل البعثات الى الخارج لتكتسب المهارات .
هذا المقال ليس دفاعا عن دكتور طارق شوقي ولكن هو رصد لحال التعليم في مصر فالارث كبير ويحتاج الى الكثير من الجهد والتعب ومن الطبيعي ان كل تغيير في الاول ان يجابة بمجموعة من الصعاب والمشاكل والتي يتم التغلب عليها بالعمل والجهد المستمر وايضا ان يوجد من يعارض هذا التغيير ويعمل على وضع العراقيل وافشالة ولكن وعي القيادة السياسية والقائمين على عملية التطوير سيجعلهم قادرين على تجاوز جميع هذه الصعاب وليس من المفترض ان يتدخل كل من ذي غير صفة في اصلاح التعليم فيكثر لغو والحديث بلا طائل او فائدة تعود منه واخيرا نتمنى ان يتم اصلاح منظومة الاجور للمعلمين بقدر المستطاع والامكان مساواة بباقي الوظائف الاخرى وان هذا الاصلاح سيكون له عظيم الاثر والمردود على التطوير والنهوض بالتعليم في مصر ورفعة الى مصاف الدول المتقدمة .